الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة ميركاتو الصقيع والجمود

نشر في  08 جانفي 2014  (10:40)

كنا قبل سنوات ننتظر على أحر من الجمر أن يفتح سوق الانتقالات الشتوية أبوابه حتى نصدّر كل مرة اسما من لاعبينا يبحث لنفسه عن ربيع أوروبي وسط جفاف كرتنا، كنا قبل سنوات في فترة الصقيع الأوروبي مع شهر ديسمبر نكتب عن صفقة تحمل أحد "كوارجيتنا" نحو أحد الأندية الأوروبية من المستوى الثاني والثالث بالتأكيد لكن على أمل ينتقل بعد فترة نحو فريق آخر من الصف الأول، لكن هذه المرة فتح الباب الميركاتو الشتوي ليدخل منها هواء فقط هذه المرة زاد من الجماد والجمود الذي تعيشه ملاعبنا التي لم يعد بإمكانها على ما يبدو أن تقوم بتصدير لاعبين من جديد. ماذا حدث إذن ؟ لماذا كان هذا الميركاتو مختلفا..؟ جيراننا من الدول العربية تستعد كل واحدة منها إلتصدير أحد لاعبيها أو مزيد تصديرها بعد أن نجحت في المحطة الأولى، المصري محمد صلاح يحزم حقائبه من بازل نحو ليفربول والجزائري فيغولي يبدع في فالنسيا وقد تحمله نحو آفاق جديدة.. والمغربي بن عطية أصبح قيصرا من قياصرة روما ويرحل امبراطورا نحو كبير آخر من الكالتشيو، أين نحن من كل هذا؟ لاعبونا ومن صدّرنا خلال المواسم المنقضية يعانون الأمرين رياضيا بالتأكيد وليس ماليا، خليفة لم يبق له سوى الصبر في ملعب الفيلودروم والحلول أمامه مغادرة ميناء الجنوب الفرنسي نحو سواحل أخرى، الشيخاوي تجمّد في سويسرا بسبب الإصابات وأشياء أخرى وبات مطالبا بأن يبحث لنفسه عن آمال جديدة إذا ما كان يحلم بأن يبقى اسمه في ملاعب كرة لفترة جديدة. وأين البقية أترون كم شحيح الحديث عن تصدير محترفين ؟ وحتى من كانوا يؤثثون قائمة كل مدرب وطني فلا يعدو أن يكونوا سوى لاعبين من الجيل الثالث لمهاجرينا هم بنفسهم يبحثون عن وجود في أحد الأندية من المستويين الثاني والثالث. لا مرحى إذن بهكذا ميركاتو جامد يذكرنا كل سنة ان فترة الانتقالات فتحت ثم أغلقت ولم تخرج ولم تدخل سوى الرياح الباردة وصمت وصدمة لكوننا لم نعد قادرين على تصدير لاعبين. اعلموا سادتي الكرام أن نجاح كرتنا في السنوات الأخيرة التي كانت مضيئة، كان بوجود عدد لا يستهان به من الذين ينشطون بأوروبا مهاجرين أو وافدين وما تعيشه الجزائر أيضاً حاليا من ناجح لم يكون سوى بتوخي تلك المنظومة وقبلها بسنوات كرة المغربية أيضاً لذلك يمكن أن نقول أننا سنعيش عصرا جليديا كرويا بالتمام والكمال -ان صح التعبير- ان لم نعد نصدّر من جديد لاعبا أو لاعبين كل موسم حتى يتعلمون هناك في جهة المقابلة من البحر المتوسط أصول الكرة الصحيحة حتى ولو في سن متقدمة لأن التي يجري حولها المئات في بلادنا ليس كرة بالمعنى الصحيح بل عنف وهيجان ولا تنافس وفوضى، أحب من أحب وكره من كره، هذا هو قدرنا في هذه السنوات في انتظار أن نعود من جديد لتصدير لاعبين، بل قل حتى يعود الاقتصاد بكامله ليصدّر صادراتنا وينظّم تشريعاتنا، وإلا فصبر أيوب أفضل حل لنا.. مع اشتراك في القنوات الرياضية المختصة لمن يستمتع بمشاهدة أكبر الدوريات الأوروبية رغم خلوّها من أي لاعب تونسي متألق.

بقلم: نزار الأكحل